قصة الشاطر حسن وشعرة الفتاة الحسناء المتوهج
قصة الشاطر حسن الف ليلة وليلة من اكثر قصص ألف ليلة وليلة شهرة وتداولاً، والجدير بالذكر أن كتاب ألف ليلة وليلة يضم العديد من القصص للشاطر حسن ضمن حكايات ألف ليلة وليلة، واليوم سنشاركك قصة الشاطر حسن وشعرة الفتاة الحسناء المتوهج. قراءة ممتعة.
قصة الشاطر حسن الف ليلة وليلة
نقدم لكم اليوم قصة طويلة خيالية من ألف ليلة وليلة، قصة الشاطر حسن هذه المرة فريدة وشديدة التشويق، وهي بادئة لنشر سلسلة قصص الشاطر حسن المقتبسة من كتاب ألف ليلة وليلة. ويجدر الذكر أن قصة الشاطر حسن تلك بها بعض التعديلات الطفيفة في المرادفات، وذلك لاضطرارنا لفعل ذلك أثناء التدقيق.
نتمنى ان تروق لك قصة الشاطر حسن وشعرة الفتاة الحسناء المتوهج. ولقراءة قصص خيالية من كتاب ألف ليلة وليلة تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
- قصة: الشاطر حسن وشعرة الفتاة الحسناء المتوهج.
- المؤلف: مجهول.
- تدقيق:فريق قصصنا.
شاركنا تقييمك:
القصة
كان هناك غني ولده اسمه حسن، تبدو على وجهه ملامح الذكاء. وكان هذا الرجل أرملاً، فلما أحسّ بقرب موته،
قال مودعا ابنه : “ يا ولدي إني مائت، وأنا أورثك كل مالي، وقصري هذا الجميل من جملته، وإليك كل هذه الغرف الأربعين ومفاتيحها وكل ما فيها. ويمكنك أن تفتح تسعا وثلاثين منها، أما الغرفة الأربعون فلا تفتحها، لأنه فتحها سيجر عليك الكثير من المتاعب والويلات”
مات الرجل الغني، وحزن ابنه حسن حزناً شديداً عليه، وبعد أن واراه الثرى، رجع إلى القصر ومكث فيه بمفرده وحيداً، لا أنيس فيه له ولا جليس.
وذات يوم، خطر على باله أن يفتح كل غرف القصر، ويرى كل ما فيها، فأخذ متحمساً يفتح الغرف واحدة تلو الأخرى، رأى فيها من الرياش، والذهب، والفضة، ما لا يقدّر بثمن. وعندما وصل إلى الغرفة رقم أربعون، وقف مترددا أمام بابها ، وأخيرا قال لنفسه: سأفتحها مهما كان أمرها.
فتح حسن باب الغرفة و ولج لداخلها، فلم يجد فيها إلا طاولة صغيرة، عليها كأس من زجاج فيها شعرة امرأة مضيئة كالشمعة المحترقة، أخذ يتأملها متعجباً، وقال في لفسه: يا ترى من شعر أية امرأة هي؟
وكانت هذه الغرفة تطل على قصر ملك المدينة، وصادف ذلك أن الملك كان يتمشى مع وزيره في القصر، فوقعت عينه على حسن والكأس في يده، وشيء يضيء فيها، فانشغل باله، وأمر وزيره سريعاً أن يأتيه بها. فذهب الوزير إلى حسن، وطلب منه الكأس، وما فيها.
رفض حسن أن يعطيه إياها، فهدّده الوزير بالقتل، واستمهله حسن ليفكر في الأمر، فأمهله.
تذكر حسن المهر الجميل الذي تركه له والده، فأسرجه وركبه، وفرّ حاملا معه الكأس والشعرة .
وكان هذا المهر ملكاً من ملوك الجان، استاء منه سليمان الحكيم لأمر أتاه، فحوله إلى شكل مهر، ولم يكن حسن يعرف شيئا عن كل هذا، حمل الكأس، ونزل إلى مربط المهر مهموماً حزيناً ، وإذا بالمهر ينطق فجأة ويسأله عمّا به. دُهش حسن، فأخبره المهر بقصته وأطلعه على حاله، فتشجع حسن وأخبره بأمره.
قال له المهر: أعطه الكأس ولا تخف! فذهب حسن إلى الوزير وأعطاه كأسه، فحملها هذا إلى الملك. ولما رأى الشعرة المضيئة المبهرة بُهت، وقال: إذا كانت هذه الشعرة تضيء هذا الضياء. فكيف تكون صاحبتها ؟ إني أريدها.
فأجابه الوزير: لا بد أن يكون حسن يعرفها، فعلينا أن نطلب إليه أن يأتينا بها وإلاّ قتلناه، فوافق الملك على رأيه.
عاد الوزي لحسن وقال له: الملك يريد صاحبة الشعرة المتوهجة، وإن لم تأته بها فإنك مقتول. وحاول حسن عبثاً إفهام الوزير بحقيقة أنه لا يعرف شيء عنها، ولا يعرف حتما أين هي.
ثم ذهب حسن مذعوراً إلى المهر، وأطلعه على ما طلبه الملك منه، وكيف هو عاجز عنه، وعلى عناد الوزير وتهديده، فأخبره المهر: لا تخف، سأعلمك كيف تنتقم من الوزير، وتأتي بصاحبة الشعرة. اذهب حالاً للملك واطلب أن يجهز لك سفينة كبيرة مشحونة ذهباً وفضة، وتحفاً نادرة من صندوق الوزير، وإلاّ فالذي طلبه الملك لا يصير.
وعندما تجهز هذه السفينة سر بها إلى أول شاطئ ياقبلك ، ارسو هناك، وتعرض ما فيها على الناس، سيأتيك عبد أسود يمكنك التعرف عليه، شفتاه غليظتان، ومعه صبيه كالقمر في ليلته الرابعة عشرة، فإذا أرادت النزول إلى السفينة أنزلها وحدها، وادفع السفينة بها إلى البحر، اخطفها وآت بها إلى الملك.
وقد فعل حسن ما أشار به المهر عليه. ولما رأت الصبية السفينة سائرة بها غضبت بشدة، ونزعت خاتمها من إصبعها، وألقت به في البحر.
أخذ حسن الصبية إلى منزله، وأعلم الملك بوصولها، فطلب الملك أن يراها بسرعة، فأبت الفتاة أن تراه إلا إذا أمر حسن بأن يأتيها بالخاتم الذي سقط من إصبعها في البحر وهي التي قد ألقت به في وقت سابق. فأرسل الملك الوزير إلى حسن، فطلب ذلك منه، وهدّده أيضاً بالموت إن لم يفعل!
ذهب حسن إلى المهر مهموما حزينا ، فقال له المهر: “لماذا لا تأتيني إلا وأنت حزين مهموم؟ وأيضا قد أهملتني ولا تطعمني كعادتك” فأخبره حسن بما طلب الملك منه.
فقال المهر له : لا تخف! أطلب من الملك أن يجهز لك قاربا مملوءا بالثمار والأطعمة الفاخرة من كيس الوزير، وإلاّ فالذي طلبه الملك لا يصير، وخذه واذهب به إلى عرض البحر وانتظر ما يكون .
لطم حسن وجهه. وذهب إلى المهر ككل مرة حزيناً مهموماً، وهو يرى الموت ماثلا أمام عينيه فطيّب المهر كالعادة من خاطره، وسكّن ما به
وقال له: لا تخف.! أطلب من الملك أن يجهز لك قاربا آخر مملوءاً بالتحف – من كيس الوزير – وإلا فالذي طلبه الملك لا يصير، وحينما يأتيك بالقارب، عد به إلى الشاطئ الذي خطفت منه الصبية الحسناء، وأعرضه على الناس حتى يأتيك العبد ويسألك: أين ذهبت بسيدتي. فاقطع رأسه، واحمله على رأسك، فتنقطع الغرفة عن القصر، وتأتيك فتسير فوق رأس العبد.”
فعل حسن ما أشار المهر به عليه، فأتته الغرفة بكل ما فيها، فسار بها إلى بستان الملك ووضعها هناك. إلا أن الصبية الحسناء رفضت أن ترى الغرفة أو ترى الملك قبل أن يحرق حسن بالنار. فقال الملك لحسن: لا بد من حرقك تلبية لطلب الصبية. وكان قد سر الوزير بذلك، لأن قلبه امتلأ حقدا على حسن بعد كل ما فعله به.
وقد ذعر حسن جدا بعدما سمع ما قاله الملك، فأخذ يندب حظه ويقول: دنت ميتتك يا حسن! وندم على مخالفته نصيحة أبيه، وقال: ” ليتني أطعتك يا أبي.. إذا لكنت نجوت من كل هذه المتاعب والمهالك، ثم طلب من الملك أن يمهله أربعاً وعشرين ساعة ليودّع أصدقاؤه وأهله، ويوصي بماله. فأجابه الملك إلى طلبه.
ولم يجد حسنا ملجأ له إلا المهر المتكلم, فانطلق إليه وأخبره شاكياً باكياً ، فضحك المهر ثم قال له: لا تخف، امتطيني غدا، وأركضني إلى أن أتعب وأعرق، ثم اجمع عرقي وضعه في ماءٍ ساخن فأغتسل به، ثم اذهب وسلم نفسك للحرق. وقد فعل حسن ما قاله المهر
جمع الملك كل أهل المدينة، وأمر بإشعال نارٍ عظيمة، وعندما اشتعلت النار دفع بحسن إلى لهبها، لكنه لبث قائما فيها حتى صار الحطب رماداً، ولم يمسسه أي شر. فدهش الملك وجميع أهل المدينة، واستدعى الملك إليه حسناً وسأله أن يخبره بأي شيء توقى الحرق. لكن كان حسن ذكيا وقد تضايق من الملك ووزيره وأراد أن يتخلص منهما،
فأجاب في مكر الملك قائلا: لست أنا من وقيت نفسي، وإنما هم أسلاف الوزير وأسلافك أتوا إلي وأنا في النار وحموني جميعهم وهم غاضبون جداٍ عليكما، ولن يرضوا عنكما حتى توقدوا نارا بأربعين حملاً من الحطب، وتدخلا إليها فيأتوا إليكما ويصفحوا عنكما ويحموكماً، وإلاّ توقعا شرا!
خاف الملك وأمر بما شار عليه حسن، أمر بإحضار أربعين حمل حطب، فأُحضرت. ثم أمر بإشعالها فأُشتعلت. ودخل هو والوزير الى نارها، فأحسا بحرقتها ولذعها وشاءا متأخرين الخروج منها، فلم يستطيع أبداً فاستنجدا بأهل المدينة، فلم يستطع أحد نجدتهما تخليصهما، ولم يستطع أحد إطفاء النار، فاحترقا وصارا رمادا.
رأى الناس نجاة حسن من النار و كذلك احتراق الوزير والملك بها، فاعتقدوا أن حسن صدّيق يحبه الله، ولولا ذلك ما كان لينجو ، فملّكوه عليهم.
دعا حسن الصبية إليه وخيّرها بين أن تعود الى بلادها أو أن تملك معه، فأجابته بثقة أنها لا تريد سواه.
ثم ذهب الى مخلصه من مشاكله -المهر- وسأله ماذا يريد أن يصنع له، ليكافئه على إحسانه إليه ومساعداته الجليلة له، فأجابه المهر: أن تطلقني من قيدي هذا لأعود إلى سابق عهدي، ملكا من ملوك الجن كما كنت، وأخلص من غضب سليمان الحكيم.
فسأله حسن: وكيف أفعل ذلك؟ فأخبرهالمهر: إن الحوادث التي حصلت لك كانت هي جزء من قيدي، وقد انتصرت عليها، فانفكّ عني أثر القيد، ولم يبق إلا أن تخلع رسني من عنقي وتحرقه، فأعود كما كنت.
ففعل حسن ذلك، وإذا بالمهر يختفي، ويظهر محله شاب وسيم، شكره وقال له: كلما احتجت إلي ادع باسم رب الأرباب الخالق الناس من تراب، والمعيدهم الى تراب، والباعثهم يوم الحساب، فآتيك على جناح السرعة.
مغامرات الشاطر حسن ايمن رضا عبد المنعم عمايري
حكايات الشاطر حسن الأخرى| ستُنشر قريباً
– حكايه الشاطر حسن وست الحسن والجمال
– حكاية الشاطر حسن صياداً
– قصة كنز الشاطر حسن
– قصة الشاطر حسن في سابق الزمان
– فتىً فقيراً يدعى حسن
اسحب الشاشة لأعلى
وتابع بقية القصص
⏬
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.⏬